Page 80 - web
P. 80
موضوع العدد مقالات وآراء
كيف أضحت «الدرونز» سلاح الجيوش التقليدية والميليشيات المتطرفة؟ إميل أمين
كاتب وباحث
الطائرات المسيرة من إفرازات الذكاء الاصطناعي
القابلة للتطوير باستمرار وتتعدد استخداماتها 80
في الأغراض العسكرية والمدنية
في الأسـبوع الأول مـن أغسـطس 2021م ،أعلنـت قوات البحريـة الأميركية عـن
قيامهـا بـأول تجربـة طريان للطائـرة المسرية مـن نـوع « ”MQ-4C Tritonالمجهـزة
بتحديثـات تسـتخدم في الاسـتطلاع وجمـع المعلومـات الاسـتخبارية ،وقـد أشـار
موقـع البحريـة الأميركيـة إلى وجـود خطـط مسـتقبلية ،لنشـر هـذا النـوع مـن
الدرونـز ،في خمسـة محـاور في جميـع أنحـاء العالـم.
يسـتدعي مشـهد زمـن الدرونـز ،إن جـاز التعبري ،طـرح عـدة تسـاؤلات ،في
مقدمها :هل ستغير ثورة الدرونز من شكل الحرب التقليدية حول العالم ،ولماذا
يـرى البعـض أن هـذا النـوع مـن أدوات الحـرب الحديثـة ،بـات أقـرب مـا يكـون مـن
صنـدوق بانـدورا مليء بالشـرور ،وأنـه مـا مـن أحـد قـادر على ضبـط هـذا السـباق
الجديـد مـن التسـلح؟
ثـم وهـذا ربمـا هـو الأهـم ،هـل تعد الطائـرات المسرية أداة للتهديـد أم لتعزيـز
الاسـتقرار العالمـي؟
الدرونز ...نظرة تاريخية أول الأمر
يمكن القطع بأن فكرة طائرات الدرونز ،تعد من أحدث وسائل الحرب المتطورة،
وتـزداد القناعـة بهـا يومـاً تلـو الآخـر ،وكـذا العمـل على تطويرهـا ،بـوازع أنهـا توفـر
الـدم البشـري ،وكـذا التكلفـة الماليـة ،فهـي تسـاق مـن غري عناصـر آدميـة ،وتكفـي
غرفـة في ركـن قصي مـن الأرض ،لكي يقـوم عـدة أفـراد بقيـادة أسـراب مـن تلـك
الطائـرات.
ومـن الناحيـة العسـكرية ،باتـت الجيـوش تفضـل هـذا النـوع مـن المسريات
الهجوميـة ،بسـبب قدرتهـا على إصابـة أهـداف مـن ارتفاعـات عاليـة ،بسـهولة
ودقـة ،وفقـاً لبرنامـج محـدد يتـم برمجتهـا عليـه ،وفي حـال ضربهـا أو اسـتهدافها
سـتكون خسـارتها أقـل مـن خسـارة طائـرة حربيـة تقليديـة.
والشـاهد أن ذلـك النـوع مـن الطائـرات ،يعـد مـن إفـرازات الـذكاء الاصطناعـي،
والقابـل للتطويـر ومـن دون حـد ،وتختلـف اسـتخداماته ،فلا تقـف عنـد حـدود
العسـكرة فحسـب ،بـل بـات يسـتخدم في أعمـال مدنيـة متعـددة مـن التصويـر ،إلى
تسـليم الأغـراض ،وبـات متصلاً كذلـك مـع أحـوال البيئـة المتقلبـة والمضطربـة ،إذ
تسـاعد أنـواع بعينهـا على سـبيل المثـال في إطفـاء الحرائـق.
يتسـاءل القـارئ :متـى كان الظهـور الأول والاسـتخدام الفاعـل للدرونـز ،وهـل
الاختراع حديـث العهـد ،أم يرجـع لعـدة عقـود خلـت ،وإن كانـت وسـائل الإعلام
وقتهـا لـم تعـره انتباههـا؟